هـذه حـرية أم عـبثية ...

هـذه حـرية أم عـبثية ...

[size=21]الحرية أعذب وأقدس قِيَم الإنسان .. ومِن أجلها قامت الحروب والثورات على مرّ التاريخ والزمان. حريّة الإنسان وحـقّـه في الحياة الحُـرّة الآمنة والكريمة .. حياة في ظل نظام سياسي واجتماعي عادل يحترم إنسانية الإنسان ويتعامل معه كعقل و فِكـر وروح .. فالخالق العظيم خلق الإنسان وكرّمه على باقي مخلوقاته.

والحرية ليست مجرد كلمة يتناولها الجميع بدون أن تُتَرجَّم إلى إحساس إنساني بقيم هذه الكـلمة العظيمة. فمنذ وجود الإنسان على الأرض وظهور المجتمعات البشرية وما يحدث داخلها من صراعات ونزاعات تُصادر حريات الآخرين على حساب حريات معينة ، يصبح الإنسان فيها هو سلعة وحيدة بخسة الثمن حيث تُهدر كرامته وإنسانيته لأجل رغيف من الخبز يُسكِت به جُوعه أو قطعة ثياب رثة يستر بها عُريَه ... منذ وجود الإنسان و الحرية تأخذ حيّزاً كبيراً ومساحات شاسعة من تفكير وقلق العقل البشري واهتماماته سواءاً على مستوى القانون أو المجتمع أو الفكر إلى آخر المجالات التي يمكن أن يصل مفهوم الحرية إليها . سواء كان التفاعل والتواصل الإنساني بين الفرد وبين المجتمع وعياً وممارسة جماعية ..
فالشاعر الإسبانى لوركا يُخاطب حبيبته والتي هي رمز لبلاده التي عبثت بها الدكتاتورية زمنا طويلا:
ما الإنسان دون حرية يا ماريانا ..
قولي لي..
كيف أستطيع أن أحبك إذا لم أكن حراً؟
كيف أهبك قلبي إذا لم يكن ملكي؟

لا أجد أبيات واضحة المعالم و لا أبعاد مثل هذه.. قد تكون حراً تستطيع أن تمنح البشر حباً متدفق العطاء..
وبقدر ما تكون مقيّداً ومتشرنقاً على ذاتك تفكر فيها باستغراق فإنك لا تستطيع أن تمنح شيئاً للذات الأخرى سواء كانت إنساناً أو جماعة أو وطنا أو مجتمعا..

الاختلاف في الآراء والمعتقدات يُعَـد من نواميس الطبيعة والفطرة ، لأن كل رأى يُعبّر بالضرورة عن قناعة ورؤية للواقع المُعاش ويُجسّد فكرة، وانعكاساته الإنسانية و وجهة نظر يبتكرها العقل من خلال تجارب وإرهاصات يومية وتواصل مستمر في إطار علاقات إنسانية واجتماعية تجمع بين البشر جميعا.

بكل تأكيد ما أعظم هواء الحرية .. ونسيمها العذب عندما يقول الإنسان ما يشاء ويكتب ما يريد .. ليُخرِج كل ما يختلج في أعماق نفسه .. ويقذفه إلى ضوء الشمس .. لكن دون أن يكون ذلك على حساب الغير ، ودون أن يمس كرامتهم أو يجرح مشاعرهم.

فتلك قمة العبثية و قمة الإحتقار للحرية و ما لم يدركه ناشر الكريكانور المشين بحق النبي محمد صلوات الله علية كان سخرية من الحرية ، والمجتمع في الدنمارك لن يختلف عن غيرة في أوربا.
الحالة هنا متى يكون للحرية حدود و ما نتائجها؟
فمن غير المعقول أن يسمح مجتمعاً بالتجني و الإيذاء لمشاعر ملايين البشر من المسلمين و يرفض نفس المجتمع أن يُمارس أي إنسان حق التشكيك في عدد من ماتوا في الهولوكست (المحرقة النازية).
هنا فقط تنزوي الحريّة و يُطِل رأس العبثية متلثماً بخمار الحريّة.

وفي صورة أخرى .. حينما تسمح الكنيسة أو الدولة بزواج رجلٍ برجل .. أو امرأة بامرأة
الأمر هنا يضعنا مرة أخرى أمام عبثية مُجرّدة ، فكيف يتم مثل هذا الزواج في مكان عبادة أو قانون يحكم تنظيم البشرية ، فهل تم إيجاد تشريعات دينية لممارسه الشذوذ الجنسي مثلا ؟ لنا أن نتفهم الحقوق المدنية للشاذين جنسياً و لكن ليس لنا أن نتفهم أبداً أن يقوم قس بتزويج الشواذ رامياً بكل النواميس السماوية و الإنسانية في سلة مهملات اسمها الحرية ، هذا على سبيل المثال !!

كلا يا سادة فالأمر هنا ليس حرية أبداً.. أن من يصور المسيح على الصليب و يجعل من آلامه هلوسات مخيلة يصاحبها قمة الخطيئة و هي أن يتخيل نفسه في حالة جنسية مع البتول العذراء مريم ما هو سوى قمة العبثية.

إذا ما رجعنا إلى تاريخ الإنسانية، نجد أن الحرية لم تكن أبداً قيمة مطلقة, بل على العكس هي قيمة نسبية إذا ما أخذنا اعتبار لمقتضيات الحياة الإجتماعية، وكانت القيود تارة خفيفة لا تكاد تلاحظ وتارةً تُكبّل حُـريّة البشر إلى درجة الاضمحلال، وذلك يرجع إلى طبيعة الأنظمة التي سادت الأمم ، وما تبعها من وضع للقوانين والتشريعات التي حكمت تلك الأمم.
الحرية تعني الحكمة في ممارسة حق طبيعي مُقدّس وِفقَ معايير مُحدّدة تَخدِم البشر وتسمو بالمجتمع. فإن ثمرة الازدهار والتطور تعود إلى تناطح الأفكار ومساحات الحرية الشاسعة التي يتمتع بها رجال الفكر .. والعلم .. والدين.

وقد كانت المجتمعات البدائية خالية الذهن من مفهوم الحرّية لعدم ميلها إلى الاستقرار والتعاون فيما بينها ، وعدم الخضوع إلى النظام أو الشعور بالمسؤولية ، وليس لها ما يُجبرها على التقّيّد بأي قيد أخلاقي وإنساني. فإذا انسلخت من حريتها كان الجهل والظلام ، وكان عالم الفوضى والاستبداد ، وما يتميّز به من انحلال وتمرّد على العقل والجنوح إلى تحكيم العاطفة التي لا يحدّها حدّ ، ولا يثنيها تفكير ، فتسلب الأمة من إرادتها ، وتنهار عزيمتها ، ليسودها العنف وقانون الغاب ، فهي إلى التوحش أقرب ، ونحن إذا استقرينا التاريخ وحياة المجتمعات على مرّ العصور ، نجد أن هناك دورة منتظمة وقانوناً ثابتاً هو أن الحياة الإنسانية غير مستقرّة على نمط واحد من الحياة، وهناك تداول مستمرّ على حياة الشعوب والأمم في حركة جدلّية بين الحرّية ونقيضها ، فللحرية حدود هي بعينها شروطها ، ولكي نُحقق الحرية لابد أن نعي أنّ الضرورة مرتبطة بالزمان ؛ فالحرية الإنسانية ليست حرية مُطلقة ، بل تمرّ بمرحلة من الصراع والتناقض ، حتى تصل إلى مرحلة الوجود الضروري ، التي فيها يصبح اختيارها لذاتها مجرد تعبيراً زمنياً عن حقيقتها الأزلية.
لا سبيل إلى السعادة في الحياة، إلا إذا عاش الإنسان فيها حراً مطلقاً ، يُسيطر على ذاته ووجدانه وفكره.

يقول الشاعر أحمد مطر ..:
أعطوني ذاتي كي أفني ذاتي ،
رُدّو لي بعض الشخصية ،
كيف تفور النار بصدري وأنا أشكو البردا ،
كيف سيومض برق الثأر بروحي
مادمتم تخشون الرعدا ،
كيف أغني وأنا مشنوق أتدلى
من تحت حبالي الصوتية ،
كي أفهم معنى الحرية ،
وأموت فداء الحرية ،
أعطوني بعض الحرية

ليست الحرية في تاريخ الإنسان حادثاً جديداً ، أو طارئاً غريباً ؛ وإنما هي فطرته التي فُطِـر عليها مذ كان وحشاً يتسلّق الصخور ، ويتعلق بأغصان الأشجار.
فنتشدق بالحرية عندما نسخر من الآخرين وعندما نسفه آراءهم . ولا نتردد في أن ننعتهم ببعض ما تفضلت به قواميس النعت والسبّ تحت مسمى الحرية . ولا بأس في أن تكون حريتنا هي سلب حرية الآخرين لعقولهم ولمعتقداتهم و أن نهين كينونتهم تحت مسمى الحرية.
مُحال أن نعبث بمفهوم الحرية. ومحال أن نرضى بهذا النمط العفن من الحرية.

إذا طرحنا تسـاؤل..
* ما هو مفهوم الحريّة لديك وما هو مفهوم العبثية؟
* حادثة أو موقف ما برأيك ينتمي للعبثية أكثر من الحرية أو العكس؟

منقووول

[/size]

مشكوووور

mashkooooooooooooooooooooooor

معليش انا اسم الحقيق عدنان

منور اخوي عدنان

مشكووور

كيف احط رابط

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ااضغط على الرابط انشودة حلوة مرحلوة

شكرا لك اخوي عدنان

لا شكر على واجب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مشكووووووووووور

لا شكر على واجب

مشكووووووور